
علاج التخثر الشرايين الرئوية
علاج التخثر الشرايين الرئوية : ( الانصمام الرئوي ) Pulmonary embolism
- (الصمَّة embolus) هو انسدادُ أحد الشرايين الرئوية بمادة صلبة يحملها مجرى الدَّم
- (خثرة thrombus) تكون جلطة دموية
ينجم الانصمامُ الرئوي عن جلطة دموية عادةً، رغم أنَّه يمكن لموادّ أخرى أن تُشكِّل الصِّمَّات وتسدَّ الشريان
تختلف أعراضُ الانصمام الرئوي، ولكنَّها تشتمل على ضيق النَّفس عادة
يقوم الأطباءُ في كثير من الأحيان بتشخيص الانصمام الرئوي من خلال التحري عن وجود انسداد في أحد الشرايين الرئوية بتصوير الأوعية المقطعي المحوسب (CT) أو بإجراء مسحٍ أو تفرُّس للرئة
يمكن إعطاءُ مميِّعات الدم (الأدوية المضادة للتخثر) للمرضى الأكثر عرضة للإصابة، وذلك للوقاية من الانصمام الرئوي
تُستخدم الأدويةُ المضادَّة للتخثر لتسييل الدم ولمنع زيادة حجم الصِّمَّات في أثناء إذابة الجسم للجلطات؛ وقد توجد ضرورة إلى اتخاذ تدابير أخرى (مثل الأدوية التي تذيب الجلطات الدموية، أو الجراحة) لدى المرضى المعرَّضين لخطر الوفاة
تحمل الشرايينُ الرئوية الدَّم من القلب إلى الرئتين؛ثم يأخذ الدَّم الأكسجين من الرئتين وينقله إلى القلب.ثم يُضَخّ الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم لتزويد الأنسجة بالأكسجين.وعندما يحدث انسدادٌ في أحد الشرايين الرئوية بواسطة الصمة، قد لا يستطيع المرضى الحصول على كمية كافية من الأكسجين في الدَّم.قد تُسبّب الصماتُ الكبيرة (الصمات الرئوية الكتلية أو الجسيمة massive pulmonary أو الشديدة الخطورة) انسدادًا كبيرًا، بحيث لا يستطيع القلبُ ضخّ ما يكفي من الدَّم عبر الشرايين الرئوية التي تبقى مفتوحة، فينقص ضغط الدم.قد يؤدي ضخُّ كميَّة زهيدة من الدَّم، أو تعرُّض القلب لإجهادٍ شديدٍ، إلى إصابة المريض بالصدمة ووفاته.وفي بعض الأحيان، يؤدي انسدادُ مجرى الدَّم إلى تموّت الأنسجة الرئوية (حالة تسمَّى الاحتشاء الرئوي)، مما يسبِّب ألمًا شديدًا، لكنَّه عكوس
يقوم الجسمُ بتفكيك الجلطات الصغيرة بسرعة أكبر من الجلطات الكبيرة، ممَّا يحدُّ من الضرر.أمّا الجلطاتُ الكبيرة فتستغرق وقتًا أطول بكثير لتفكيكها.ولأسباب غير معروفة، في نسبة صغيرة من المرضى، لا تتفكَّك الجلطات وتُشكِّل ندبات ، ممَّا قد يُسبب أعراضًا أكثر ديمومة
يحدث الانصمامُ الرئوي عند حَوالى 350,000 شخص سنويًا ويتسبب في حدوث 85,000 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة.وهو يُصيبُ البالغين بشكلٍ رئيسي
الاعراض:
- يمكن أن تشتملَ أعراض الانصمام الرئوي على ما يلي
- ضيق النَّفَس
- ألم الصدر
- الشعور بخفَّة في الرأس أو الإغماء
قد يكون ضيقُ النَّفس هو العرض الوحيد، لاسيَّما إذا لم يحدث احتشاء رئوي.يكون التَّنفُّسُ متسرِّعا جدًّا في كثير من الأحيان، وقد يشعر المريض بالقلق أو التململ، ويبدو كأنَّه يعاني من نوبة قلق.
يعاني بعضُ المرضى من ألمٍ في الصدر.ويمكن أن تصبحَ ضربات القلب سريعة أو غير منتظمة أو كليهما.
تكون الأعراضُ الأولى للانصمام الرئوي عند بعض المرضى، ولاسيَّما المصابين بصمَّات ضخمةٍ، هي الشعور بخفَّة الرأس أو فقدان الوعي.يمكن أن ترتعشَ أجسامُ الأشخاص عندما يفقدون وعيهم فجأةً، ويبدون وكأنَّهم مصابون باختلاجات.وقد ينخفض ضغطُ الدَّم بشكلٍ خطير (حالة تسمّى الصدمة)، ويصبح الجلدُ باردًا ولونه أزرق (الزرقة)، ويمكن ان يموتَ المريض فجأة.
وقد تكون أولى أعراض الانصمام الرئوي عندَ كبار السن التَّخليطَ الذهنِي أو تدهور الوظائف الذهنية.تنجم هذه الأَعرَاضُ عادةً عن حدوث انخفاض مفاجئ في قدرة القلب على توفير ما يكفي من الدَّم الغني بالأكسجين إلى الدماغ، وباقي الأعضاء
العلاج:
تُستطب الجراحة
عند المرضى المصابين بصمة الشريان الرئوي القابلة للإزالة جراحيًا. يكون الخثار عادةً مسؤولًا عن الانصمام الرئوي المزمن أو الناكس، ومع الإزمان تتطور الحالة إلى ارتفاع الضغط الرئوي تُعد هذه العملية الخيار العلاجي النهائي الوحيد المتاح لهذه الحالة.
يرافق عملية استئصال خثرة الشريان الرئوي وبطانته خطورة مرتفعة، إذ يبلغ معدل الوفاة عادةً 5%، لكنه يقل في المراكز التي تجري الكثير من العمليات وتملك الكثير من الخبرة
ينخفض معدل الوفيات أيضًا عند المرضى ذوي عوامل الخطر الحركية الدموية المنخفضة (1.3%). تحمل هذه العملية نسبة خطورة بسبب طبيعتها، إذ تشمل تركيب مجازة قلبية رئوية كاملة (سي بّي بي) مع خفض حرارة عميق وشل العضلة القلبية (تسريب سائل بلوري يوقف نبض القلب). تتطلب الإزالة الفعلية للصمة التوقف التام للجهاز القلبي الوعائي في أثناء العملية (انخفاض حرارة عميق وفترات من انقطاع التروية)
هناك عدة أسباب تبرر تطبيق هذه الإجراءات عالية الخطورة. تفيد المجازة القلبية الرئوية في تحويل الدم من القلب والرئتين وتزويد الجسم بالأكسجين والدم في أثناء التداخل على الجملة الوعائية الرئوية. يبدأ شل العضلة القلبية عند الاقتراب من الشرايين الرئوية عبر التامور، وهو غلاف ليفي يحيط بالقلب. يتيح العمل عبر القلب دقةً عاليةً في التداخل على مجموعة الشرايين الرئوية المرتبطة به. تأتي أهمية خفض حرارة الجسم من خطر انقطاع التروية الكبير والحساسية المرتفعة للصمة. للتمكن من رؤية الجلطة وإزالتها بشكل ملائم يجب الحصول على حقل عمليات خال من الدم. يمكن تصوير الجلطة الدموية عبر تسليخ الشرايين الرئوية، الأمر الذي يشكل تحديًا تقنيًا للجراح. تُزال الجلطة قطعةً واحدةً إن أمكن لتجنب تشكل الصمات المنتقلة، ولتحقيق ذلك توقف المجازة القلبية الرئوية عن العمل مؤقتًا ما يوقف الدوران الدموي بشكل كامل. لا يكون هذا الإجراء مقبولًا إلا في ظروف الحرارة المنخفضة (التبريد إلى 18-20 درجة سيليسيوس) لأن ذلك يبطئ عملية الأيض ما يحسن تحمل الجسم لخسارة التروية الدموية
لا يجب أن يتخطى التوقف الدوراني 20 دقيقةً كل مرة تجنبًا لإصابة الوظيفة الدماغية بالأذى، ويستطيع الجراح الخبير عادةً إتمام هذا الإجراء أحادي الجانب ضمن الفترة المحددة. بعد كل توقف يستمر الدوران الدموي 10 دقائق أو حتى ترتفع أكسجة الدم الوريدي الرئوي إلى 90% على الأقل. يصل زمن تطبيق المجازة القلبية الرئوية عادةً إلى 345 دقيقةً
تظهر حديثًا خيارات بديلة سعيًا للحد من الاختلاطات العصبية الناجمة عن انخفاض الحرارة وتوقف الدوران، لكنها لم تبد تفوقًا على التقنية الموصوفة سابقًا. تشمل الخيارات البديلة خفض الحرارة إلى قيم متوسطة واستخدام مجازة تروية الشريان المخي الأمامي دون إيقاف الدوران الدموي بالكامل، وتطبيق ضغط سلبي على البطين الأيسر
من المهم معرفة أن استئصال الصمة الرئوية إجراء مختلف تمامًا، وهو يُجرى عادةً دون خفض الحرارة لأن بنية الجلطة تكون مختلفةً، ويؤدي ظهورها المفاجئ إلى تغير أولويات التداخل الجراحي.